الأربعاء، 4 يونيو 2014

المحور الحادي عشر ( دورة حقوق الذات الإنسانية )



المحور الرابع عشر :   
ستر النفس .
عَنْ عَبْدِ اللّهِ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَىٰ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
  فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ إِنِّي عَالَجْتُ امْرَأَةً فِي أَقْصَىٰ الْمَدِينَةِ. وَإِنِّي أَصَبْتُ مِنْهَا مَا دُونَ أَنْ أَمَسَّهَا. فَأَنَا هٰذَا. فَاقْضِ فِيَّ مَا شِئْتَ. 
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَقَدْ سَتَرَكَ اللّهُ، لَوْ سَتَرْتَ نَفْسَكَ. قَالَ: فَلَمْ يَرُدَّ النَّبِيُّ شَيْئاً. فَقَامَ الرَّجُلُ فَانْطَلَقَ. فَأَتْبَعَهُ النَّبِيُّ رَجُلاً دَعَاهُ، وَتَلاَ عَلَيْهِ هٰذِهِ الآيَةَ:
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ (114) هود

فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا نَبِيَّ اللّهِ هٰذَا لَهُ خَاصَّةً؟
 قَالَ بَلْ لِلنَّاسِ كَافَّةً (متفق عليه )
ولقد أمر الله الرسول صلى الله عليه وسلم بالستر على النفس . فقالَ: اجْتَنِبُوا هٰذِهِ الْقَاذُورَاتِ الَّتِي نَهَىٰ اللَّهُ تَعَالىٰ عَنْهَا، فَمَنْ أَلَمَّ بِشَيْءٍ مِنْهَا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ وَلْيَتُبْ إِلَى اللَّهِ فَإنَّهُ مَنْ يُبْدِ لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ (صحيح الجامع )

قال ابن بطال:
 وفي ستر المؤمن على نفسه منافع منها : أنه إذا اختفى بالذنب عن العباد لم يستخفوا به ولا استذلوه، لأن المعاصي تذل أهلها .ومنها : أنه إذا كان ذنباً يوجب الحد سقطت عنه المطالبة في الدنيا  .أما المجاهرة بالمعاصي استخفاف بحق الله وحق رسوله وضر من العناد
ولذلك قال عليه السلام :كلُّ أمَّتي مُعَافىً إلا المجاهِرين. وإنَّ من المجاهرة أَن يعملَ الرجلُ بالليل عملاً ثم يُصبح وقد سَتَرهُ الله فيقول: يا فلان عملتُ البارحةَ كذا وكذا، وقد باتَ يَسترُه ربُّه ويُصبحُ يكشِفُ ستَر الله عنه ( متفق عليه )

قال النووي :
 المجاهرون هم الذين جاهروا بمعاصيهم وأظهروها وكشفوا ما ستر الله تعالى عليهم فيتحدثون بها لغير ضرورة ولا حاجة .

مناقشة (11) 
س1: ما منافع ستر النفس ؟
س2: من هم المجاهرون ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق