الثلاثاء، 3 يونيو 2014

المحور الأول ( دورة حقوق الذات الإنسانية )




أولاً :
  البدء بها . 
من الحقوق التي على الإنسان تجاه نفسه أن يبدأ بها في كل الأمور ومن ذلك :
عن عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه
 قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
يَقُولُ: إذَا أَعْطَى اللّهُ أَحَدَكُمْ خَيْراً فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ وَأَهْلِ بَيْتِه
 ِ(متفق عليه ) 
1ـ  في النفقة . 
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: أَعْتَقَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ عَبْداً لَهُ عَنْ دُبُرٍ. فَبَلَغَ ذَلٰكَ رَسُولَ اللّهِ
فَقَالَ : أَلَكَ مَالٌ غَيْرُهُ؟
فَقَالَ: لاَ ، فَقَال َصلى الله عليه وسلم مَنْ يَشْتَرِيهِ مِنِّي؟،
فَاشْتَرَاهُ نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ الْعَدَوِيُّ بِثَمَانِمَائَةِ دِرْهَمٍ. فَجَاءَ بِهَا رَسُولَ اللّهِ فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ ثُمَّ قَال صلى الله عليه وسلم ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَتَصَدَّقْ عَلَيْهَا.
 فَإِنْ فَضَلَ شَيْءٌ فَلأَهْلِكَ. فَإِنْ فَضَلَ عَنْ أَهْلِكَ شَيْءٌ فَلِذِي قَرَابَتِكَ. فَإِنْ فَضَلَ عَنْ ذِي قَرَابَتِكَ شَيْءٌ فَهٰكَذَا وَهٰكَذَا
 يَقُولُ: فَبَيْنَ يَدَيْكَ وَعَنْ يَمِينِكَ وَعَنْ شِمَالِكَ. (متفق عليه ) 

قال النووي :
 في هذا الحديث فوائد منها الابتداء في النفقة بالمذكور على هذا الترتيب. ومنها أن الحقوق والفضائل إذا تزاحمت قدم الأوكد فالأوكد.
    
قال الزرقاني :
 ولا يعارضه قوله صلى الله عليه وسلم اقْضِ دَيْنَكَ وَأَنْفِقْ عَلَى عِيَالِكَ  لأن من جملة صدقته علـيها قضاء دينه. 
وَعَنِ المِقْدَامِ بْنِ مَعْد ِيَكْرِبَ رضي الله عنه  
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :مَا أَطْعَمْتَ نَفْسِكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ وَلَدَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ زَوْجَتَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ خَادِمَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ. 

ومن الجوانب التطبيقية لذلك مارواه أبو  أَبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال:
«أَمَرَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بالصَّدَقَةِ،
 فَقالَ رَجُلٌ: يَارَسُولَ الله عِنْدِي دِينَارٌ.
 فقال : صلى الله عليه وسلم  تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى نَفْسِكَ .
قال: عِنْدِي آخَرُ
قال: صلى الله عليه وسلم تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى وَلَدِكَ .
 قال: عِنْدِي آخَرُ.
قال:تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى زَوْجَتِكَ، أوْ قال زَوْجِكَ .
قال: عِنْدِي آخَرُ. قال: تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى خَادِمِكَ. 
قال: عِنْدِي آخَرُ.
 قال: أَنْتَ أبْصَرُ . 

2ـ  في الدعاء . 
عن أُبيِّ بن كعب رضي الله عنه قال :
 قَالَ : وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ أَحَداً مِنَ الأَنْبِيَاءِ بَدَأَ بِنَفْسِهِ.رَحْمَةُ اللّه عَلَيْنَا وَعَلَىٰ أَخِي كَذَا( صحيح الجامع ) 

عَنِ ابنَ مسعود رضي الله عنه قال :
«علمني رَسُولُ الله  صلى الله عليه وسلم  ـ وكفِّي بين كفيه ـ التشهُّدَ كما يعلِّمني السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ : التَّحِيَّاتُ لله. والصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ. السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ الله الصَّالِحِينَ. أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلٰهَ إِلاَّ الله وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللّهِ (صحيح الجامع )
وقد  استدل العلماء بهذه الحديثين  على استحباب البداءة بالنفس في الدعاء . 
قال النووي : فيه استحباب ابتداء الإنسان بنفسه في الدعاء وشبهه من أمور الآخرة.
وأما حظوظ الدنيا فالأدب فيها الإيثار وتقديم غيره على نفسه.

3 ـ في الحج . 
عن ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه :
«أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ:  لَبَّيْكَ عن شُبْرُمَةَ، قالَ : مَنْ شُبْرُمَةُ؟
 قالَ: أخٌ لِي أوْ قَرِيبٌ لِي
 قَالَ : حَجَجْتَ عن نَفْسِكَ؟
 قالَ لاَ، قالَ : صلى الله عليه وسلم  حُجَّ عن نَفْسِكَ ثُمَّ حُج عن شُبْرُمَةَ ( صحيح الجامع ) 
وقد استدل الجمهور بهذا الحديث بجواز الحج عن الغير،
 إذا حج عن نفسه .

 قال النووي :
 وفي هذا الحديث  جواز النيابة في الحج عن العاجز المأيوس منه بهرم أو زمانة أو موت. 
واستدل غيرهم بحديث الْفَضْلِ ، أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمَ رضي الله عنها قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللّهِ إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ. عَلَيْهِ فَرِيضَةُ اللّهِ فِي الْحَجِّ. وَهُوَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَىٰ ظَهْرِ بَعِيرِهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَحُجِّي عَنْهُ ( متفق عليه )

 فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يسألها حجت هي  أم لا .
 قال القاري في الحديث الأول :
 يحتمل أنه كان في ابتداء الإسلام حين لم يكن الإحرام لازما على ما روي عن بعض الصحابة أنه تحلل في حجة الوداع عن الحج بأفعال العمرة، فكان يمكنه فسخ الأول وتقديم حج نفسه. 
والصحيح هو رأي الجمهور .

قال سماحة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين :
 ويشترط في الحج عن الغير ألا يكون عليه فرض ،
ثم قال : واختلف العلماء في حديث ابن عباس فمنهم من صححه ومنهم من ضعفه ،

ولكن نقول : لا شك أن الأولى والأليق ألا يكون نائباً عن غيره فيما هو فرض عليه حتى يؤدي فرضه أولاً ،
 صح هذا الحديث مرفوعاً أو صح موقوفاً ، أو لم يصح فإن النظر يقتضي أن يقدم الإنسان نفسه على غيره لعموم
( ابدأ بنفسك ) ونفسك أحق من غيرك . 

4 ـ في فعل المعروف وتطبيق الشرع .
 قال تعالى ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44)البقرة
فالله عاتب بني إسرائيل بأمر الناس بالبر ونسيان النفس 


مناقشة (1)
س1: ماهي اﻷمور التي نص الشرع في تفديم النفس بها 
وعلى ماذا يدل ؟
س2: أذكري الشواهد من اﻷحاديث على البدء بالنفس
س3:أذكري تطييقا لما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم بالبدء بالنفس
س 4  : أم ناصر تعاتب الأقارب على قطيعة الأرحام  ولا تعاتب ولا توجه أولادها عن ذلك . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق