الثلاثاء، 22 أبريل 2014

المحور الثاني عشر (دورة علاقة العبد بربه ورسوله صلى الله عليه وسلم )

المحور الثاني عشر :
محبة النبي عليه الصلاة والسلام

من أجل أن يعلم المسلمون مكانة نبيهم صلى الله عليه وسلم ومن أجل أن يعلم المسلمون كيف يكون الحب الحقيقي لهذا الرسول العظيم كانت هذه المواقف والتي ستدعوك للعجب والإكبار
أبو بكر رضي الله عنه
واليك هذ المشاعر التي يصيغها قلب سيدنا أبو بكر في كلمات تقرأ، يقول سيدنا أبو بكر: كنا في الهجرة وأنا عطش عطش
[ عطشان جدا ، فجئت بمذقة لبن فناولتها للرسول صلى الله عليه وسلم، وقلت له:اشرب يا رسول الله، يقول أبو بكر: فشرب النبي صلى الله عليه وسلم حتى ارتويت!!
لا تكذّب عينيك!!
 فالكلمة صحيحة ومقصودة،
 فهكذا قالها أبو بكر الصديق ..
هل ذقت جمال هذا الحب؟انه حب من نوع خاص..!!
أين نحن من هذا الحب!؟واليك هذه ولا تتعجب، انه الحب..
 حب النبي أكثر من النفس..يوم فتح مكة أسلم أبو قحافة
 [ أبو سيدنا أبر بكر]،
وكان اسلامه متأخرا جدا وكان قد عمي، فأخذه سيدنا أبو بكر وذهب به الى النبي صلى الله عليه وسلم ليعلن اسلامه ويبايع النبي صلى الله عليه وسلم 
فقال النبي صلى الله عليه وسلم' يا أبا بكر هلا تركت الشيخ في بيته، فذهبنانحن اليه' فقال أبو بكر: لأنت أحق أن يؤتى اليك يا رسول الله.. وأسلم ابو قحافة..فبكى سيدنا أبو بكر الصديق، فقالوا له: هذا يوم فرحة، فأبوك أسلم 
ونجا من النار فما الذي يبكيك؟تخيّل.. ماذا قال أبو بكر..؟قال: لأني كنت أحبأن الذي بايع النبي الآن ليس أبي ولكن أبو طالب، لأن ذلك كان سيسعدالنبي أكثرسبحان الله ، فرحته لفرح النبي أكبر من فرحته لأبيه أين نحن من هذا؟

عمر رضي الله عنه
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال: والله لأنت يا رسول الله أحب إلي من كل شيء
إلا من نفسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه'. فقال عمر: فأنت الآن
و الله أحب إلي من نفسي. فقال رسول الله : 'الآن يا عمر'.
لن يشعر بهذه الكلمات من يقرأها فقط.. انها والله أحاسيس تحتاج لقلب يحب النبي صلى الله عليه وسلم
 ليتلقاها كما هي.. غضة طريّةثوبان رضي الله عنه غاب النبي صلى الله عليه وسلم طوال اليوم عن سيدنا ثوبان خادمه وحينماجاء قال له ثوبان: أوحشتني يا رسول الله وبكى،
 فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ' اهذا يبكيك ؟ '
 قال ثوبان: لا يا رسول الله ولكن تذكرت مكانك في الجنة ومكاني فذكرت الوحشة
 فنزل قول الله تعالى
 {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِين َوَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا** [69] سورة النساء
سواد رضي الله عنه سواد بن عزيّة يوم غزوة أحد واقف في وسط الجيش فقال النبي صلى الله عليه وسلم للجيش:
' استوو.. استقيموا'. فينظر النبي فيرى سوادالم ينضبط فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ' استو يا سواد'
 فقال سواد: نعميا رسول الله ووقف ولكنه لم ينضبط، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم بسواكهونغز سوادا في بطنه قال: 
' استو يا سواد '، فقال سواد: أوجعتني يا رسولالله، وقد بعثك الله بالحق فأقدني!فكشف النبي عن بطنه الشريفة
وقال:' اقتص يا سواد'. فانكب سواد على بطن النبي يقبلها.يقول: هذا ما أردتو
قال: يا رسول الله أظن أن هذا اليوم يوم شهادة فأحببت
أن يكون آخر العهد بك أن تمس جلدي جلدك.ما رأيك في هذا الحب؟

المناقشة (12):
س١: ماذا قال أبو بكر رضي الله عنه عندما شرب النبي
عليه الصلاة والسلام بينما هو عطشان ؟ 
س٢: أكملي الفراغ : قال النبي عليه الصلاة والسلام :
لا يؤمن أحدكم حتى أكون ................................. 

التطبيق : 
س3:كيف نعبر عن حبنا للنبي عليه الصلاة والسلام في
حياتنا الواقعية ؟ 

الاثنين، 21 أبريل 2014

المحور الثاني (دورة علاقة العبد بربه ورسوله صلى الله عليه وسلم )

المحور الثاني :
الحب بين العبد وربه

هناك حب عقلي، و حب عاطفي، و هذا ما يحدث في المجال البشري، لكن بالنسبة لله فلا
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)) (المائدة:54)

 فما هو الحب؟
إنه ودادة القلب، و نعرف أن هناك لوناً من الحب بتحكم فيه العقل، و لوناً آخر من الحب لا يتحكم فيه العقل، و لكن تتحكم فيه العاطفة.
 و الحب العقلي هو إيثار النافع.
 و مثال ذلك: 
نجد الوالد لابن غبي يحب ابناً ذكياً لإنسان غيره.
 فالوالد هنا يحبُّ ابنه الغبي بعاطفته، و لكن يحب ابن جاره، لأنه يمتلك رصيداً من الذكاء.

 إذن؛ هناك حب عقلي، و حب عاطفي، و هذا ما يحدث في المجال البشري،

 لكن بالنسبة لله فلا فحب الله تعالى لا تقل فيه أيها المؤمن: 
هل هو حب عقلي، أم حب عاطفي؟ لأن المراد بحب الله هو دوام فيوضاته على من يحب، هذا في الدنيا، أما في الآخرة فالحق يلقاه في دوام نعمه، و يتجلى عليه برؤيته. 
و الحب بين الله و عباده المؤمنين حب متبادل،
 و يقول سبحانه في هذا:
 ((دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )) 
فحين يحبون الله يرد سبحانه على تحية الحب بحب زائد،
وهم يردون على تحية الحب منه سبحانه بحب زائد، و هكذا تتوالى زيادات و زيادات، حتى نصل إلى قمة الحب.
 و قد يحبون الله بعقولهم، ثم يتسامى الحب إلى أن يصير بعاطفتهم، و قد يجرب ذلك حين يجري الله على أناس أشياء هي شرٌ في ظاهرها، و لكنهم يظلون على عشق لله. 
و معنى ذلك أن حبهم لله انتقل من عقولهم إلى عاطفتهم. 
و الحب عند الله لا نهاية له، و سبحانه يرسل إمداداته في كل لحظه، و لا تنتهي إمداداته على الخلق أبداً، و سبحانه يصف نفسه بأنه القيوم فاطمئنوا أنتم، فإن كنتم تريدون أن تناموا فناموا، فربكم لا تأخذه لا سنة و لا نوم. 
و الحق سبحانه و تعالى يصف نفسه :
((بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ))(المائدة: من الآية64)
 أي أنه سبحانه يطمئن الخلق أنهم بمجرد إيمانهم ستأتيهم
 إمدادات الله و فيوضاته المعنوية و المادية، فصحح جهاز استقبالك، بألا توجد فيه نجاسة حسية أو نجاسة معنوية.
 و لذلك رأيت إنسانا عنده فيوضات من الحق فاعلم أن ذرات جسمه مبنية من حلال، و لا توجد به قذارة معنوية،
 و لا قذارة حسية.

 و يتضح ذلك كله على ملامح وجهه، و في كلماته، و حسن استقباله، و إن كان أسمر اللون فنجده يأسرك و يخطف قلبك بنورانيته، و قد تجد إنسانا أبيض اللون، لكن ليس في وجهه نور، لأن ...... فيوضات ربنا غير متجلية عليه. و كيف تأتي الفيوضات؟إنها تأتي بتنقية النفس، لأن إلانسان إن افتقر إلى الفيوضات الربانية فعليه أن يبحث في جهازه الاستقبالي.
 و أضرب هنا مثلا – و لله المثل الأعلى – بالإرسال الإذاعي، فمحطات الإذاعة ترسل، و من يملك جهاز استقبال سليم
فهو يلتقط البث الإذاعي، أما إن كان جهاز الإستقبال فاسداً فهذا يعني أن محطات الإذاعة لا تبث برامجها,
 و لذلك قال سبحانه :
 ((بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ))
فاحرص دائما أن تتناول من يد ربك المدد الذي لا ينتهي.

المناقشة (2) : 
س١: الحب بين العبد وربه  نوعان ما هما ؟ 
س٢: ما المراد بحب الله ؟ 

التطبيق : 
س٣: كيف نستطيع أن ننقي أنفسنا حتى تأتينا الفيوضات الإلهية ؟

السبت، 19 أبريل 2014

المحور الحادي عشر (دورة علاقة العبد بربه ورسوله صلى الله عليه وسلم )



المحور الحادي عشر : 
معرفة العبد نبيه .   

الأَصْلُ الثالِثُ:

(1) : مَعْرِفَةُ نَبِيِّكُمْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ابن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَهَاشِمٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وقريش من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل، إبن إبراهيم الخليل، عليه وعلى نبينا(1)

أي من الأُصُولُ الثَّلاثَةُ التِي يَجِبُ عَلَى الإِنْسَانِ مَعْرِفَتُهَا وهي معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه.

وقد سبق الكلام على معرفة العبد ربه ودينه.

وأما معرفة النبي صلى الله عليه وسلم فتتضمن خمسة أمور:

الأول:

معرفته نسباً فهو أشرف الناس نسباً فهو أشرف الناس نسباً فهو هاشمي قرشي عربي فهو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بن هاشم إلى آخر ما قاله الشيخ رحمه الله.


الثاني:

معرفة سنه، ومكان ولادته، ومهاجره وقد بينها الشيخ بقوله: "وله من العمر ثلاث وستون سنة، وبلده مكة، وهاجر إلى المدينة" فقد ولد بمكة وبقي فيها ثلاثا وخمسين سنة، ثم هاجر إلى المدينة فبقي فيها عشر سنين، ثم توفي فيها في ربيع الأول سنة إحدى عشر بعد الهجرة.


الثالث:

معرفة حياته النبوية وهي ثلاث وعشرون سنة فقد أوحي إليه وله أربعون سنة كما قال أحد شعرائه:وأتت عليه أربعون فأشرقت شمس النبوة منه في رمضان


الرابع:

بماذا كان نبياً ورسولاً؟

فقد كان نبياً حين نزل عليه قول الله تعالى:
{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [سورة العلق، الآيات: 1-5] ،
 ثم كان رسولاً حين نزل عليه قَوْلُهُ تَعَالَى:
{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ

ﺍﻻ‌ﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ

ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻻ‌ﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﻪ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ، ﻭﺍﻟﺘﺄﺳﻲ ﺑﻪ،
 ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﻟَﻘَﺪْ ﻛَﺎﻥَ ﻟَﻜُﻢْ ﻓِﻲ ﺭَﺳُﻮﻝِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺃُﺳْﻮَﺓٌ ﺣَﺴَﻨَﺔٌ ﻟِﻤَﻦْ ﻛَﺎﻥَ ﻳَﺮْﺟُﻮ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﺍﻟْﻴَﻮْﻡَ ﺍﻵ‌ﺧِﺮَ ﻭَﺫَﻛَﺮَ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻛَﺜِﻴﺮﺍً [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ:21]
 ﻓﻼ‌ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻻ‌ﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﻪ ﻭﺍﻟﺘﺄﺳﻲ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻫﺪﻳﻪ ﻭﺧﻠﻘﻪ ﻭﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻪ ﻭﻛﻞ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻭﺍﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻓﻲ ﺍﻟﺴِّﻠْﻢ، ﻭﺍﻟﺤﺮﺏ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻷ‌ﺣﻮﺍﻝ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻ‌ﻗﺘﺪﺍﺀ ﻫﻮ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻭ ﻫﻮ ﻋﻼ‌ﻣﺔ ﻭﻻ‌ﺯﻡ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺮﻧﺎ.


ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻗﺮﺍﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺣﺴﻨﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷ‌ﻟﺒﺎﻧﻲ ﺑﻞ ﺫﻛﺮﻩ ﻓﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻷ‌ﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺨﺮﺝ، ﻗﺎﻝ:
 { ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﺗﻮﺿﺄ ﻳﻮﻣﺎً ﻓﺠﻌﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻳﺘﻤﺴﺤﻮﻥ ﺑﻮﺿﻮﺋﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﺗﺒﺮﻛﺎً ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻮﺿﻮﺋﻪ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ:
ﻣﺎ ﻳﺤﻤﻠﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ -ﺃﻱ: ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻠﻮﻥ ﺫﻟﻚ؟
 ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺣﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ،
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ: ﻣﻦ ﺳﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺃﻭ ﻳﺤﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﻓﻠﻴﺼﺪﻕ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺇﺫﺍ ﺣﺪَّﺙ، ﻭﻟﻴﺆﺩ ﺃﻣﺎﻧﺘﻪ ﺇﺫﺍ ﺍﺅﺗﻤﻦ، ﻭﻟﻴﺤﺴﻦ ﺟﻮﺍﺭ ﻣﻦ ﺟﺎﻭﺭﻩ }.


ﻭﻟﻮ ﺗﺄﻣﻠﻨﺎ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ ﺃﻧﻪ ﺃﺻﺪﻕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻬﺠﺔ، ﻭﺃﻧﻪ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﺎﻧﺔً،
ﻭﺃﻧﻪ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﻮﺍﺭﺍً، ﻓﻬﺬﺍ ﻧﻮﻉ ﻭﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺷﻤﺎﺋﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻳﺠﺐ ﺍﻻ‌ﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﻪ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺤﺒﺘﻪ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ، ﻭﻻ‌ﺯﻣﻬﺎ ﻭﻣﻘﺘﻀﺎﻫﺎ.

ﺗﺤﻜﻴﻤﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻮﺿﻊ ﻧﺰﺍﻉ:

ﻭﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﻟﻮﺍﺯﻡ ﻣﺤﺒﺘﻪ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﺗﺤﻜﻴﻤﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻮﺿﻊ ﻧـﺰﺍﻉ، ﻓﻼ‌ ﻳﻘﺪﻡ ﻗﻮﻝ ﺃﺣﺪ ﻭﻻ‌ ﺭﺃﻳﻪ ﻭﻻ‌ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﻩ ﻭﻻ‌ ﻧﻈﺮﻩ، ﻭﻻ‌ ﺣﻜﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻭﺣﻜﻤﻪ، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ: ﻓَﻼ‌ ﻭَﺭَﺑِّﻚَ ﻻ‌ ﻳُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ ﺣَﺘَّﻰ ﻳُﺤَﻜِّﻤُﻮﻙَ ﻓِﻴﻤ 



المناقشة (11)

س1/كيف نقتدي بالنبي وضحي ذلك؟ بمثال؟

 س2/كيف يكون اتباع الرسول ؟

 س3/ماهو واجبنا تجاه الرسول ؟ 

 س4/كيف كان خلق النبي صل الله عليه وسلم ؟

   س5/هل دعوة النبي صل الله عليه وسلم خاصه أم عامة الى جميع الناس ؟

المحور العاشر (دورة علاقة العبد بربه ورسوله صلى الله عليه وسلم )



المحور العاشر :
أثر علاقة العبد بربه في تكوين العلاقات اﻹجتماعية

العبادة في الأساس تمثل علاقة الإنسان بربه، وتمد هذه العلاقة بعناصر البقاء والرسوخ غير أنها صيغت في الشريعة الإسلامية بطريقة جعلت منها في أكثر الأحيان أيضا أداة لعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان،
 وهذا ما نقصده بالجانب الاجتماعي في العبادة.

ففي العبادات ما لا يفرض التجمع ولكن مع هذا ربط بشكل وآخر بلون من ألوان التجمع، تحقيقاً للمزج بين علاقة الإنسان بربه وعلاقته بأخيه الإنسان في ممارسة واحدة. فالفرائض من الصلاة شرعت فيها صلاة الجماعة التي تتحول فيها العبادة الفردية إلى عبادة جماعية، تتوثق فيها عرى الجماعة، وتترسخ صلاتها الروحية من خلال الممارسة إلى عملية اجتماعية كبيرة.وحتى فريضة الصيام، التي هي بطبيعتها عمل فردي بحت ربطت بعيد الفطر، باعتباره الوجه الاجتماعي لهذه الفريضة، أو المشروع الخيري الذي يموّله من الزكاة مباشرة.


وهكذا نلاحظ ان العلاقة الاجتماعية تتواجد غالباً بصورة وأخرى، إلى جانب العلاقة العبادية بين الإنسان العابد وربه في ممارسة عبادية واحدة. وليس ذلك إلاّ من أجل التأكيد على أن العلاقة العبادية ذات دور إجتماعي في حياة الإنسان ، ولا تعتبر ناجحة إلاّ حين تكون قوة فاعلة في توجيه ما يواكبها من علاقات اجتماعية توجيهاً صالحاً.

ويبلغ الجانب الاجتماعي من العبادة القمة فيما تطرحه العبادة من شعارات تشكل على المسرح الاجتماعي رمزاً روحياً لوحدة الأمة وشعورها بأصالتها وتميزها. فالقبلة أو بيت الله الحرام شعار طرحته الشريعة من خلال ما شرعت من عبادة وصلاة، ولم يأخذ هذا الشعار بعداً دينياً فحسب، بل كان له أيضاً بعده الاجتماعي بوصفه رمزاً لوحدة هذه الأمة وأصالتها، ولهذا واجه المسلمون عندما شرعت لهم قبلتهم الجديدة هذه شغباً شديداً من السفهاء على حد تعبير القرآن، لأن هؤلاء السفهاء أدركوا المدلول الاجتماعي لهذا التشريع، وأنه مظهر من مظاهر إعطاء هذه الأمة شخصيتها وجعلها اُمة وسطاً.



المناقشة(10):

س1: ماذا نقصد بالجانب الاجتماعي في العبادة ؟
س2: متى تكون علاقة العبادية في دورها الاجتماعي ناجحة ؟

المحور التاسع (دورة علاقة العبد بربه ورسوله صلى الله عليه وسلم )





المحور التاسع : 
الفائدة عن العلاقة بين العباد ورب العباد

للعَبْد سَتْرٌ بينه وبين الله ، وسَتْرٌ بينه وبين الناس ، الله عز وجل من أسمائِه الستار ، فهو يسْتُر ، مثلاً : لك سُمْعَة طيِّبَة فالله تعالى يحْفظها ، ولن تُخْدَش، ثمَّ قال : فَمَن خرق السَّتْر الذي بينه وبين الله خرق الله له السَّتْر الذي بينه وبين الناس ، هذا الكلام يقودنا إلى حقيقة ، وهو أنَّ للعَبْد علاقتان ؛ علاقة مع الله ، وعلاقة مع عِباد الله.

إنْ صَحَّت علاقتك مع الله سَلِمَت ونَمَتْ علاقتك مع الناس ،
قال تعالى : (وألْقَيْت عليك محبَّةً مِنِّي )
 فإذا أحَبَّك الله أحَبَّك الناس ، لأنَّ الله جلَّ جلاله بقُدْرَتِه وحِكْمته يُلْقي مَحَبَّتَك في قلوب الخلْق ، إن صَحَّتْ علاقتك به ،
 وإنْ خَرَقْتَ السَّتْر الذي بينك وبين الله تعالى خرق الله لك الستْر الذي بينك وبين الناس ، فانْظر دائِماً إلى علاقتك مع الله ، واحْرص عليها لأنَّ كلَّ الخلْق بِيَد الله ، وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلِّبها كيف يشاء ، فإذا أحَبَّك الله ألْقى حُبَّك في قلوب الناس ، وإذا أبْغَض الله عبداً ألقى بغْضه في قلوب الخلْق..

للعَبْد ربٌّ هو مُلاقيه ، وبيتٌ أخير هو ساكِنُه لامحالة ، فينْبغي له أن يسْترضي ربَّهُ قبل لِقائِه ، وأن يعْمر بيْتَهُ قبل الانْتِقال إليه ، تنتهي إلى الله، وتنتهي إلى ما تحت الأرضْ وهو القبر،فأعْقَلُ العقلاء الذي أصْلح علاقته بالله تعالى لأنَّهُ صائِرٌ إليه ، وعَمَّرَ قبْره بالأنوار وهي الأعمال الصالحة لأنَّ مصيرهُ إليها ، فالقبْرُ صندوق العَمَل لا بدّ من عملٍ صالحٍ وخالِصٍ لله عز وجل يكون لك نوراً في القبر ،يجْعل قبْرَكَ رَوْضَةً من رِياض الجَنَّة.



المناقشة (9):

س1: للعبد علاقتان ما هما ؟

س2: ما هي الأمور الناتجة عن صحة علاقة العبد بربه عزوجل ؟