الأربعاء، 4 يونيو 2014

المحور السابع ( دورة حقوق الذات الإنسانية )



عاشراً :
 إنقاذها  
1 ـ الاستجابة لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا أُنْزِلَتْ  هذه الآية :
( وأنذر عشيرتك الأقربين ) 
 دَعَا رَسُولُ اللّهِ قُرَيْشاً. 
فَاجْتَمَعُوا. فَعَمَّ وَخَصَّ.
 فَقَالَ: يَا بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيَ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ. يَا بَنِي مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ. يَا بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ. يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ. يَا بَنِي هَاشِمٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ. يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ. يَا فَاطِمَةُ أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ. فَإِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ الله شَيْئاً. غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِماً سَأَبُلُّهَا بِبِلاَلِهَا .
(متفق عليه ) 
أي خـلصوها (من النار) الـمترتبة علـى الكفر والعصيان بالإيمان بالله تعالـى وطاعته وأداء عبوديته . 

2 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم مداهنة أهل المنكرات  .
عن النُّعمانَ بنَ بشيرٍ رضي الله عنه يقولُ:
قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم  مَثَلُ المُدْهن في حدودِ اللهِ والواقعِ فيها مَثَلُ قومٍ استَهموا سفِينةً فصار بعضُهم في أسفَلِها وصار بعضُهم في أعلاها، فكان الذين في أسفَلها يَمرُّون بالماءِ على الذين في أعلاها، فتأذَّوا به، فأخذَ فأساً فجعلَ يَنقُرُ أسفلَ السفينةِ، فأتَوهُ
 فقالوا: ما لك ؟
 قال: تأذيتم بي ولا بُدَّ لي منَ الماء، فإن أخذوا على يديهِ أنجوْهُ ونجَّوا أنفُسَهم، وإن تَركوهُ أهلَكوهُ وأهلَكوا أنفُسَهم.
( متفق عليه ) 

هذا الحديث يشمل فرق من الناس : وهم الناهين عن المعصية والواقعين فيها والمرائين في ذلك، فالذين أرادوا خرق السفينة بمنزله الواقع في حدود الله، ثم من عداهم إما منكر وهو القائم، وإما ساكت وهو المدهن، شبه النبي  المداهن في حدود الله بالذي في أعلى السفينة وشبه الواقع في تلك الحدود بالذي في أسفلها ، وشبه إنهماكه في تلك الحدود وعدم تركه إياها بنقره أسفل السفينة .

وعبر عن نهي الناهي الواقع في تلك الحدود بالأخذ على يديه وبمنعه إياه عن النقر ،

وعبر عن فائدة ذلك المنع بنجاة الناهي والمنهي ، وعبر عن عدم نهي النهاة بالترك ،

وعبر عن الذنب الخاص للمداهنين الذين ما نهوا الواقع في حدود الله بإهلاكهم إياه وأنفسهم .
 وكأن السفينة عبارة عن الإِسلام المحيط بالفريقين ؛ وإنما جمع فرقة النهاة إرشاداً إلى أن المسلمين لا بد وأن يتعاونوا على أمثال هذا النهي ،
 وأفرد الموصول بقوله( الذي ) في رواية أخرى للحديث .
 نظراً إلى لفظة البعض وإيماء إلى أنه ولو كان واحداً فالأمر كذلك ،
وإشعاراً بأن الصلحاء في الأمة كثيرون وأن الطلحاء قليلون مغلوبون مقهورون . أو إيماء إلى أن الصالح وإن كان واحداً فهو كثير كبير عال بعلو الدين ، والفسقة وإن كانوا جماعة فهم في مرتبة القلة ومنزلة الذلة ومقام أسفل السافلين والمعنى أنه كذلك إن منع الناس الفاسق عن الفسق نجا ونجوا من عذاب الله تعالى ، وإن تركوه على فعل المعصية ولم يقيموا عليه الحد حل بهم العذاب وهلكوا بشؤمه
وهذا معنى قوله تعالى : (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب ) الأنفال 25

أي بل تصيبكم عامة بسبب مداهنتكم . والفرق بين المداهنة المنهية والمداراة المأمورة ، إن المداهنة في الشريعة أن يرى منكراً ويقدر على دفعه ولم يدفعه حفظاً لجانب مرتكبه أو جانب غيره لخوف أو طمع أو لإستحياء منه أو قلة مبالاة في الدين ، والمداراة موافقته بترك حظ نفسه وحق يتعلق بماله وعرضه فيسكت عنه دفعاً للشر ووقوع الضرر . 

3ـ حفظ اللسان والاعتزال عن الناس  عند الفتن ومحاسبة النفس
عن عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قالَ:
 قُلْتُ: يا رسولَ الله: مَا النَّجَاةُ؟
 قال: امْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ وَابُكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ.
( صحيح الجامع ) 

قال الطيبي: ضمن بكى معنى الندامة وعداه بعلى أي اندم على خطيئتك باكياً. 
وهذا الأمر من الرسول صلى الله عليه وسلم بلزوم البيت يكون وقت الفتن ،
واختلف العلماء أيهما أفضل الاعتزال عن الناس أم الاختلاط بهم  ورأي الجمهور والذي أراه صحيحاً هو أن الاختلاط أفضل بشرط رجاء السلامة من الفتن ،
 وأما الأمر بالاعتزال ،
 فهو محمول في زمن الفتن والحروب أو هو فيمن لا يسلم الناس منه ولا يصبر عليهم أو نحو ذلك من الخصوص، وقد كان الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وجماهير الصحابة والتابعين والعلماء والزهاد مختلطين فيحصلون منافع الاختلاط كشهود الجمعة والجماعة والجنائز وعيادة المرضى وحلق الذكر وغير ذلك 
ومن فوائد الاختلاط بالناس معرفة ما هم عليه  من منكرات لمحاولة تغييرها بما يستطيع .

4 ـ حفظ النفس من المعاصي وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في زمن الفتن وعند كثرتها وعدم الاستطاعة على التغلب عليها .

مناقشة (7)
س1: ما أوجه إنقاذ النفس التي ذكرت ؟.
س2:  كيف ينقذاﻹنسان نفسه من النار ؟
س3: ما هي فرق الناس التي ذكرت في حديث السفينة ؟
س 4 :  متى  تكون الخلطة بالناس أفضل ؟ ومتى تكون العزلة أفضل؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق