الثلاثاء، 3 يونيو 2014

المحور الرابع ( دورة حقوق الذات الإنسانية )





سادساً : 
مجاهدتها
1 ـ  بكثرة السجود .
عن رَبِيعَةَ بْنُ كَعْبٍ الأَسْلَمِيُّ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ.
 فَقَالَ لِي:  سَلْ فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ.
قَالَ:  أَوْ غَيْرَ ذٰلِكَ؟  قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ. قَالَ: فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ.( متفق عليه ) 
أي على تحصيل حاجة نفسك التي هي المرافقة
والمراد تعظيم تلك الحاجة وأنها تحتاج إلى معاونة منك ومجرد السؤال مني لا يكفي فيها أو المعنى فوافقني بكثرة السجود قاهراً بها على نفسك
وقيل أعني على قهر نفسك بكثرة السجود كأنه أشار إلى أن ما ذكرت لا يحصل إلا بقهر نفسك التي هي أعدى عدوك فلا بد لي من قهر نفسك بصرفها عن الشهوات ولا بد لك أن تعاونني فيه 
قال المناوي :
 أن مرافقة المصطفى صلى الله عليه وسلم  في الجنة من الدرجات العالية التي لا مطمع في الوصول إليها إلا بحضور الزلفى عند اللّه في الدنيا بكثرة السجود انظر أيها المتأمل في هذه الشريطة وارتباط القرينتين لتقف على سرّ دقيق فإن من أراد مرافقة الرسول صلى الله عليه وسلم  لا يناله إلا بالقرب من اللّه ومن رام قرب اللّه لم ينله إلا بقرب حبيبه
 أوقع متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم بين المحبتين وذلك أن محبة العبد منوطة بمتابعته ومحبة اللّه العبد متوقفة على متابعة رسوله . 
وسبب تخصيصه السجود لتكفيره الخطايا .
 قال  عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لله، فَإِنَّكَ لاَ تَسْجُدُ لله سَجْدَةً إِلاَّ رَفَعَكَ الله بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً.( متفق عليه) 

و عن عَبْدَ اللَّهِ بن عُمَرَ رضي الله عنه قال :
 سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم
  يقولُ:  إنَّ العبدَ إذَا قامَ يُصَلِّـي أُتِـيَ بِذُنُوْبِهِ فَجُعِلَتْ علـى رأسِهِ وعاتِقِهِ، فكُلَّـمَا رَكَعَ أَوْ سَجَدَ تَسَاقَطَتْ عَنْهُ ( صحيح الجامع) 
 وأقرب ما يكون الإنسان لربه وهو ساجد .

 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ.( متفق عليه ) 

والأمر بإكثار الدعاء في السجود يشمل الحث على تكثير الطلب لكل حاجة  ويشمل التكرار للسؤال الواحد والاستجابة تشمل استجابة الداعي بإعطاء سؤله واستجابة المثني بتعظيم ثوابه . 
 فما الفرق بين هذا القول
 وقوله يَتَنزَّل ربُّنا تبارَك وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماء الدنيا حين يبقى ثُلُث الليلِ الآخرُ
 فيقول: مَن يدعوني فأستجيبَ له، من يسأَلُني فأُعطِيَه، من يستغفِرُني فأغفِرَ له.

 قال العلماء : المراد هنا بيان وقت كون الرب أقرب من العبد وهو جوف الليل، والمراد هناك بيان أقربية أحوال العبد من الرب وهو حال السجود ، فقرب رحمة الله من المحسنين سابق على إحسانهم فإذا سجدوا قربوا من ربهم بإحسانهم كما قال فاسجد واقترب. 

قال النووي : وقد اختلف العلماء أيهما أفضل إطالة السجود أم إطالة القيام .
 على ثلاثة أقوال .
القول الأول : أن تطويل السجود وتكثير الركوع والسجود أفضل . واحتجوا بهذا الحديث .

القول الثاني : قالوا : أن تطويل القيام أفضل لقوله تعالى أَفْضَلُ الصَّلاَةِ طُولُ الْقُنُوتِ.( متفق عليه )
 والمراد بالقنوت القيام ولأن ذكر القيام القراءة وذكر السجود التسبيح والقراءة أفضل، لأن المنقول عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه كان يطول القيام أكثر من تطويل السجود. المذهب 

القول الثالث: أنهما سواء، وتوقف أحمد بن حنبل رضي الله عنه في المسألة ولم يقض فيها بشيء.
وقال إسحاق بن راهويه:
 أما في النهار فتكثير الركوع والسجود أفضل، وأما في الليل فتطويل القيام إلا أن يكون للرجل جزء بالليل يأتي عليه، فتكثير الركوع والسجود أفضل لأنه يقرأ جزأه ويربح كثرة الركوع والسجود. وقال الترمذي: إنما قال إسحاق هذا لأنهم وصفوا صلاة النبيّ صلى الله عليه وسلم بالليل بطول القيام ولم يوصف من تطويله بالنهار ما وصف بالليل والله أعلم. 

قلت : كلاهما ورد فيهما بيان فضل منه ، لذا أرى أن من استطاع طول القيام فيطيل منه ، ومن استطاع كثرة السجود فيكثر منه ، ومن استطاع عليهما كليهما فعليه بطول القيام وكثرة السجود 


2ـ في عدم طاعتها في الشح  .
عن أبيه مالك بن نضلة رضي الله عنه قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم الأَيْدِي ثَلاَثَةٌ فَيَدُ الله العُلْيَا، وَيَدُ المُعْطِي التي تَلِيها، وَيَدُ السّائِلِ السُّفْلَى، فَأَعْطِ الفَضْلَ وَلا تَعْجِزْ عَنْ نَفْسِكَ. (صحيح الجامع ) أي عن رد نفسك إذا منعتك عن الإعطاء .

3 ـ أن ضلال الآخرين لايضرها إذا اهتدت
قال تعالى (104) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105) المائدة فاالله بين أن ضلال الآخرين لا يضر إذا اهتدى الإنسان فعليه بمجاهدتها 

مناقشة (4) 
س1: ما أوجه جهاد النفس  الذي ذكرت في اﻷحاديث السابقة
س2:  ما هو أفضل أحوال الدعاء في الوقت وفي هيئة الداعي
س3:أيها أفضل طول القيام  أو طول  السجود
س 4 :دراسة حالة
سلوى موظفة ولكنها لا تتصدق من راتبها تقول أخشى أن احتاجه في يوم من الأيام في علاج أو مسكن .
ما توجيهك لسلوى
س 5 : الداعية أم صالح . يلومها الناس أنها تدعي إلى الله وبناتها يلبس عباءة على الكتف وليبسن اللباس العاري 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق