الأربعاء، 4 يونيو 2014

المحور الثامن ( دورة حقوق الذات الإنسانية )



الحادي عشر : 
اجبتناب ظلمها . 
ويكون ظلم النفس بمايلي :
1 ـ الشرك .
 عن عبدِ اللهِ رضيَ اللهُ عنه قال: «لما نَزَلَتْ:
الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴿٨٢﴾ الأنعام
قلنا: يا رسولَ الله، أيُّنا لا يَظلِمُ نفسَه ؟ قال: ليس كما تقولون، بشِرك. أَوَ لم تَسمَعوا إِلى قولِ لقمانَ لابنهِ
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴿١٣﴾ لقمان
قال المفسرون : أن الظلم المطلق هو الكفر المطلق . 
فالصحابة رضي الله عنهم حملوا الظلم على عمومه، والمتبادر إلى الأفهام منه، وهو وضع الشيء في غير موضعه وهو مخالفة الشرع فشق عليهم إلى أن أعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم بالمراد بهذا الظلم. أن الظلم المطلق هناك المراد به هذا المقيد وهو الشرك، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك: ليس الظلم على إطلاقه وعمومه كما ظننتم إنما هو الشرك كما قال لقمان لابنه . 

قال الخطابي:
 إنما شق عليهم لأن ظاهر الظلم الافتيات بحقوق الناس، وما ظلموا به أنفسهم من ارتكاب المعاصي، فظنوا أن المراد معناه الظاهر، وأصل الظلم وضع الشيء في غير موضعه، ومن جعل العبادة لغير الله تعالى فهو أظلم الظالمين.

2ـ تعدي حدود الله .
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِـيهِ عَنْ جَدِّه ـ رضي الله عنهم ـ ِ ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِـيٌّ إلَى النَّبِـيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُهُ عَنِ الْوُضُوءِ فَأَرَاهُ الْوُضُوءَ ثَلاَثا ثَلاَثا ثُمَّ قَالَ:  هكذَا الْوُضُوءُ فَمَنْ زَادَ عَلَى هٰذَا فَقَدْ أَسَاءَ وَتَعَدَّى وَظَلَمَ .

قال الحافظ :
 يجوز أن تكون الإساءة والظلم وغيرهما مما ذكر مجموعاً لمن نقص ولمن زاد، ويجوز أن يكون على التوزيع، فالإساءة في النقص والظلم في الزيادة،
وهذا أشبه بالقواعد والأول أشبه بظاهر السياق والله أعلم وقال الشوكاني : ويمكن توجيه الظلم في النقصان بأنه ظلم نفسه بما فوتها من الثواب الذي يحصل بالتثليث. وكذلك الإساءة لأن تارك السنة مسيء.
 وأما الاعتداء في النقصان فمشكل فلا بد من توجيهه إلى الزيادة، ولهذا لم يجتمع ذكر الاعتداء والنقصان في شيء من روايات الحديث. ولا خلاف في كراهة الزيادة على الثلاث.
 قلت : وتوجيه ذلك ما ذكره ابن حجر :
 فقال : أنه أمر سيئ والإساءة تتعلق بالنقص، والظلم بالزيادة
3 ـ سوء تدبيره بتركه الحق إلى الضلال .

قال تعالى (  وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ   (130)  البقرة
 ظلم نفسه بسفهه وسوء تدبيره بتركه الحق إلى الضلال ،
 حيث خالف طريق من اصطفي في الدنيا للهداية والرشاد ،
 من حداثة سنه إلى أن اتخذه الله خليلا وهو في الآخرة من الصالحين السعداء فترك طريقه هذا ومسلكه وملته واتبع طرق الضلالة والغي ، فأي سفه أعظم من هذا ؟ 

مناقشة (8) 
س1:ما أوجه ظلم النفس ؟
س2 : خالد يغسل كل  عضو من أعضاءه  5 مرات سأله والده عن السبب فقال الاحتياط أولى  ما توجيهك لخالد؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق